غانم احمد
عدد المساهمات : 32 نقاط : 100 تاريخ التسجيل : 04/12/2011
| موضوع: ابن الجزري الإثنين 05 ديسمبر 2011, 14:47 | |
| (( إبْنُ الجَزَرِيّ )) هو شيخ القراء والمحدثين ، وإمام أهل الأداء والمجودين ، شيخ الدنيا في القراءات والتجويد من عصره إلى عصرنا ، العلامة محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف بن الجزريّ شمس الدين أبو الخير الدمشقيّ الشافعيّ ويعرف بـ ((ابن الجَزَرِيّ )) .. والجزريّ :- نسبة إلى جزيرة ابن عمر بلدة فوق الموصل بينهما ثلاثة أيام يحيط بها دجلة إلا من ناحية واحدة شبه الهلال . كان أبوه تاجراً ، فحج سنة 750 هـ وشرب من ماء زمزم بنيّة وَلَدٍ عالمٍ ، فوُلدَ له ابنه محمداً هذا ، وبعد صلاة التراويح ، في ليلة السبت 25 من شهر رمضان سنة 751 هـ بدمشق ونشأ فيها فحفظ القرءان وأكمله وهو ابن ثلاثة عشر عاماً، وصلى به وهو ابن أربع عشرة سنة ، وأفرد القراءات ، وجمع القراءات القرءانية وحجّ مراراً ورحل إلى مصر تكراراً وفي كل الرحلات يلتقي بالأئمة القراء وَيَتلقّى عنهم ، ويقرأُ عليهم . وسمع الحديث ، وأخذ الفقه ، وقرأ بمصر الأصول ، والمعاني ، والبيان ، وأذن له بالإفتاء شيخ الإسلام أبو الفداء إسماعيل بن كثير . وجلس للإقراء تحت قبة النسر في الجامع الأمويّ سنين ، وولي مشيخة الإقراء الكبرى ، وقرأَ عليه القراءات القرءانيّة جماعة كثيرون ، وابتنى بدمشق للقرءان مدرسة سمّاها (( دار القرءان الكريم )) . وَوُلِيَ قضاءَ الشام سنة 793 هـ . ثم دخل بلاد الروم فنزل بمدينة (بُرصَة) دار الملك العادل المجاهد بايزيد بن عثمان ، أكرمه وعظمه وأنزله عنده بضع سنين ، فنشر علم القراءات والحديث وانتفعوا به ، وأكمل القراءات العشر عليه فيها جماعة كثيرون ، وألَّف فيها كتاب (النشر في القراءات العشر) في مجلدين . ثم انت الفتنة التيموريّة في بلاد الروم في سنة 805 هـ ، فأخذه الأمير تيمور وحمله إلى بلاد ما ما وراءالنهر(1). فأنزله بمدينة (كَشّ) فقرأ عليه بها جماعة بسمرقند ، ثم دخل مدينة (هَرَاةَ) بعد وفاة تيمور فقرأ عليه للعشر جماعة ، ثم دخل مدينة (يَزْدِ) ثم (أصبهان) وقرأ عليه جماعة . ثم وصل إلى مدينة شيراز فأمسكه بها سلطانها وألزمه القضاء ، فبقي فيها مدة وقرأ عليه خلق كثيرون .ثم أراد الحج ، فسافر عن طريق البصرة ولما جاوز بلدة عنيزة أخذه الأعراب من بني لام ، ثم تركوه وأخذوا كل ما معه ، فعاد إلى عنيزة (2) ، ونظم الدرّة في القراءات الثلاث ، ثم يسر الله له الحج ، وجاور الحرمين الشريفين – مكة والمدينة المنورة- مدة وقرأ عليه فيها جماعة. وله مصنَّفات كثيرة بين منثور ومنظوم ، جُلُّها في علم القراءات والتجويد فمما صنف:- ( النشر في القراءات العشر ) ، ونظمه في ( طيّبة النشر ) ، ونظم (الدرَّة المُضيّة في القراءات الثلاث المرضيّة) ، و (المقدمة فيما على قارئه أن يعلمه) و (غاية المهرة في الزيادة على العشرة) و (الجوهرة في النحو) و (الهداية في علوم الرواية ) و (ذات الشفا في سيرة النبي ثم الخُلفا ) و (تقريب النشر ) و (تحبير التيسير ) وغاية النهاية في طبقات القراء) و(نهاية الدرايات في أسماء رجال القراءات ) و (التوضيح في شرح المصابيح ) و( الحصن الحصين في كلام سيد المرسلين ) و (التمهيد في علم التجويد ) و (منجد المقرئين ) و (التوضيح في شرح المصابيح ) .. وألف غير ذلك في :- التفسير، والحديث ، والفقه والعربية . توفي رحمه الله تعالى في (شيراز ) صحوة يوم الجمعة في الخامس من ربيع الأول سنة ثلاث وثلاثين وثمان مئة ، ودفن في دار القرءان التي أنشأها هناك ، وكانت جنازته مشهودة .. تغمد الله هذا العالم الفذ الكبير برحمته ، وأسكنه فسيح جناته آمين -------------------------------------------------------------------- (1) أي ما وراء نهر جيحون بخراسان ، فما كان من شرقيّه سموه بعد الإسلام ما وراء النهر ،وما كان في غربيّه فهو خرسان ، وخرسان بلاد واسعة غربي نهر جيحون ، من أشهر مدنها نيسابور وهراة ومرو ...... (2)وذكر ابن الجزري في خاتمتها قصة نهب الأعراب له فقال :- غريبـــةُ أوطان بنجدٍ نظمتها وَعُظْمُ اشتغالِ البالِ وافٍ وكيـــف لا صُدِدْتُ عن البيت الحرام وَزَوْرِيَ المقامَ الشـريف المصطفى أشرفَ العُلا وطوَّقني الأعــراب بالليل غفلةً فمـــا تركـوا شيــئاً وِكدْتُ لأُقتلا فأدركني اللطــفُ الخفيُّ وردَّني عُنيزةَ حتـــى جـــــاءني مَن تكفلا بحملي وإيصالــي لطَيْبـةَ آمناً فيــــا رَبِّ بَلِّغْنـي مُرادي وسَــهِّلا ومُنَّ بجمعِ الشمل واغفر ذنوبنـا وصـــلِّ علــــى خير الأنام ومَن تلا | |
|